حلم العيش على المعونات الاجتماعية وواقع الحياة الجديدة في السويد
2013-04-11 :: الكومبس-لينا سياوش ::
الكومبس - تحقيقات : للمهاجرين الى السويد قصصهم المختلفة. منهم من يلجأ اليها بحثاً عن الأمن والسلامة، ومنهم من يبني فكرة هجرته على أساس انه سيتمكن من العيش في بحبوحة، وان أبواب الحياة المُترفة، ستُفتح أمامه، دون ان يُضطر الى العمل او يندى له جبين، فالدولة في نظر هذه الشريحة، ستؤمن لهم المساعدات الإجتماعية التي توفر كل متطلبات الحياة الرغيدة دون ان تطالبهم بشيء. فهل الأمر كذلك حقاً؟
لاشك فيه، أن السويد هي من الدول المتميزة حتى الآن في تقديم الرعاية الإجتماعية والمساعدات للقادمين الجدد، التي تشمل السكن والمأكل والملبس والكهرباء والماء والرعاية الصحية، مقابل برنامج لتعليم اللغة والدخول الى سوق العمل، لكن مما لاشك فيه أيضا، أن القيود والتشديدات على شروط منح المساعدات الإجتماعية في تزايد مستمر.
يقول المسؤول في دائرة المساعدات الإجتماعية ببلدية ستوكهولم خالد عبدالواحد لـ " الكومبس " : " إن التشديدات في منح الإعانات المالية، التي تُصرف من قبل قسم المساعدات الإجتماعية في مجالس البلديات، تزداد تعقيداً يوم بعد يوم، وان السياسة المرنة التي كانت تتبعها السويد في السابق بهذا المجال، تغيرت كثيراً، ولم تبق على حالها".
خالد: اللجوء الى طلب المعونات الإجتماعية، يجب ان يكون آخر شيء يفكر فيه المهاجر، عندما تنعدم لديه كل الفرص التي يمكن من خلالها، تحقيق إستقلاله الإقتصادي، سواء بالبحث عن فرص عمل او التدريب العملي
ويبينّ عبدالواحد " ان اللجوء الى طلب المعونات الإجتماعية، يجب ان يكون آخر شيء يفكر فيه المهاجر، عندما تنعدم لديه كل الفرص التي يمكن من خلالها، تحقيق إستقلاله الإقتصادي، سواء بالبحث عن فرص عمل او التدريب العملي او الإنخراط في البرامج والشهادات التي توفرها مكاتب العمل".
ويقول إنه " يجري بحث كل طلب مساعدة، يُقدم الى قسم المعونات الإجتماعية ( السوسيال ) في المجلس البلدي على حدة وبشكل دقيق، وعلى ضوء ذلك يتم الإقرار بالصرف من عدمه".
وتمتاز السويد دون غيرها من البلدان الأوربية المانحة للجوء، بسياسة هجرة مرنة، تساعد طالب اللجوء، الحاصل على حق الإقامة، على تأسيس حياته بإنسيابية واريحية، وربما هذا ما يستقطب اليها المهاجرين من كل حدب وصوب، مميزين إياها عن بقية الدول، رغم الأجواء القاسية المعروفة عنها، غير ان عبد الواحد، يؤكد ان تلك المرونة التي كانت تعتمدها السويد في منحها للإعانات الإجتماعية، كانت في الماضي، ولم يعد لها وجود الآن.
أم سمر، سيدة تعيش مع عائلتها في السويد، وكغيرها من المهاجرين، أعتمدت في البداية على المعونات الإجتماعية في معيشتها عندما وصلت البلد في العام 2006، لكنها بعد ذلك، نجحت في إيجاد عمل لها، لتفقده بعد أشهر، ما اضطرها لطلب المعونة المالية مجدداً.
تقول أم سمر لـ "الكومبس" إنها واجهت صعوبات بعد خسارتها لعملها حتى تمكنت من الحصول على الإعانة الإجتماعية، وذلك بعد ان وجه مسؤولها في مكتب العمل، رسالة الى قسم الإعانات الإجتماعية، أوضح فيها انها جربّت كل المحاولات في العثور على عمل او تدريب، يوفر لها دخلاً، تعتاش عليه هي وعائلتها، لكنها لم تنجح في ذلك.