القاهرة - فشل كهربائي فى استعادة ابنتيه فعرض كليته للبيع فى ميادين وشوارع وسط البلد لتدبير تكاليف إعادة ابنتيه من العراق، عقب ترحيله منها، إلى مصر.. الأب البائس ترك ابنتيه فى سن الطفولة قبل 10 سنوات ووسيلة الاتصال الوحيدة التى تجمعهم هى الهاتف.وفي تصريحات لصحيفة المصري اليوم قال الأب المكلوم إن مأساته بدأت عام 1999 حينما رحل إلى مصر فترك ابنتيه حنين، 6 سنوات ، وحوراء 4 سنوات ، وحاول كثيرا الحصول على فرصة عمل لكن ظروفه الصحية لم تساعده، بسبب بتر جزء من قدمه اليمنى فى حادث قطار وتركيب مفصل فى ساقه اليسرى، مؤكداً أنه يعيش مع شقيقه وأولاده فى شقته بمساكن أبوزعبل فى القليوبية. وأضاف الأب أنه سافر إلى العراق عام 1981 لتكوين مستقبله، وكان يعيش حياة مستقرة، حيث التحق بالعمل فى إحدى شركات المقاولات وكان مسؤولا عن أعمال الكهرباء، وبعد عامين تعرف على سيدة عراقية الجنسية وتزوجها، وأنجبا ابنتيه حنين وحوراء وعاش وأسرته فى سعادة ومرت السنوات وكبرت ابنتاه والتحقتا بالمدارس، لكن الحظ لم يحالفه كثيراً إذ تم اعادة المصريين العاملين هناك.وكان من ضمنهم فترك ابنتيه مع والدتهما التى كانت تطمئنه عليهما بصفة دائمة، واتفق معها على أنه سيعمل لتدبير تكاليف تذاكر عودتهن والإقامة معه فى مصر، فقام بعمل مشروع محل كهرباء فى محافظة الشرقية، لكنه فشل وأعلن إفلاسه، فأقامت زوجته دعوى قضائية فى المحاكم العراقية تطلب الطلاق، وانفصلت عنه بقرار المحكمة.وأشار الأب أنه بعد فشله فى استكمال مشروعه لتدبير تكاليف التذاكر، اسودت الدنيا أمامه واستضافه شقيقه فى مسكنه، وشعر بأنه ثقيل على شقيقه، فعمل فى تصليح الأدوات الكهربائية للمعارف والأقارب لتوفير نفقاته اليومية لعدم قدرته على العمل بسبب سوء حالته الصحية، أصيب منذ الصغر ببتر فى قدمه اليسرى وتم تركيب مفصل فى ساقه.وقال الأب إنه قدم عده طلبات لوزارة الاسكان ومحافظ القليوبية للحصول على شقة لإقامة ابنتيه معه فى حالة تدبير تكاليف التذاكر وعودتهما إلى مصر، لكن بلا جدوى وأضاف أنه مرت 10 سنوات ولم يستطع الوصول إلى حلول، فقرر بيع جزء من جسمه حتى يستطيع أن يعيش باقى العمر المتبقى مع بناته، فكتب ورقة بخط يده عن رغبته فى بيع كليته لتوفير تكاليف تذاكر إعادة ابنتيه، ومكان للإقامة فيه.ووضع الأوراق على أعمدة وحوائط فى وسط البلد والمهندسين ومدينة نصر، وتلقى اتصالات كثيرة، من بينها أسرة سودانية واتفقها على بيع الكلية، لكن فصيلة دمه وقفت أمامه عائقاً، وأضاف أنه تلقى اتصالا هاتفيا من شخص يعرض عليه بيع جزء من الكبد مقابل مبلغ 100 ألف جنيه، لكنه رفض خوفا من فشل العملية.