لم يكن من السهل العثور على موقع عنوان السفارة السويدية ببغداد، فلأكثر من مرة تجولت قرب المنطقة الخضراء المحصنة بالأسيجة الكونكريتية للبحث عن المكان دون جدوى.
البعض من سائقي سيارات الأجرة يجهل المكان والبعض الآخر يستذكر العنوان القديم .. ودرجة حرارة الجو وصلت نحو الخمسين مئوي تقريبا، أخيرا حصلت على المساعدة من اشارة لموقع قريب ليدلني على المكان!
بعد الإتفاق على الموعد، وصلت المكان بعد اجتياز نقاط تفتيش ليست بالقليلة. استقبلني موظفو السفارة، منهم القائم بالأعمال المستشارة اليزابيت هيلسين, التي باشرت اعمالها هناك في العشرين شهر مايو ايار الماضي حيث كان البدء بتحديد الاستعدادات للعمل الدبلوماسي حسب قولها
شعور بالفخر والغبطة والسفارة السويدية تعاود الافتتاح بعد ثمانية عشر عاما من توقفها واغلاقها ابان حرب الخليج في تسعينيات القرن الماضي، هذا ما اعربت عنه نائب رئيس السفارة السويدية ببغداد المستشارة اليزابيت هيلسين، وأشد ما افرحها هو ترحيب العراقيين الكبير بهم ومعاودة العمل بالمهمات الدبلوماسية ليس للسفارة السويدية وحسب وانما لكثير من السفارت الأجنبية.
أما الآن فثمة مهمات مهمة وجمة مناطة بعمل السفارة نركز على وجود السويد هنا من خلال تفعيل العمل السياسي مع العراق الذي نلحظ له تطورا في قطاعات الحكومة والشعب. قالت الدبلوماسية السويدية
السفارة تواجه تحديات كبيرة لعدم استقرار الوضع الأمني ببغداد فالعمل الدبلوماسي هنا يختلف بالتأكيد عما كان عليه الحال في بغداد سابقا وعما هو عليه في بلدان العالم الأخرى. فالحالة استثنائية هنا في وضعِ قلقِ امنيا مما يسبب بعض المصاعب في تنفيذ بعض المهمات الادارية مثلا.
ومع هذا الوضع الاستثنائي تقول اليزابيت علينا التفكيرفي محاولة تعزيز اواصر العمل المشترك مع العراق في جوانب الحياة المختلفة واهمها الاقتصادية.
التأكيد على ضرورة دعم التجارة في العراق اضافة الى المساهمة في تنشيط حركة القطاع الخاص ودعم المسيرة الديمقراطية كل هذا يدخل من ضمن ركائزنا الأساسية هنا. تقول هيلسين.
عن امكانية تطور بناء العراق نحو آفاق مستقبلية رحبة فتقول القائم بالأعمال أنه قادم لكن يسير ببطء وهذا نابع من عدم الاستقرار الأمني، وهي واثقة بأن العراق سيتقدم وبمجالات عدة اذا ما استثمر ثرواته الطبيعية الكثيرة بافضل الوسائل.
وتدعو هيلسين الجميع الى المساهمة في بناء العراق ومساعدته في هذه المرحلة والسويد تؤكد انها تسعى للتعاون التجاري حاليا إذ تضم السفارة في مبناها المميز هذا مكتبا استشاريا للتجارة والتصدير اضافة الى اعداد أخرى من مكاتب لشركات مختلفة، وتفكر بدعوة شركات فولوفو وسكانيا واريكسون للعمل هنا، واعربت كثير من الشركات الكبرى عن استعدادها لفتح مكاتب لها في مبنى السفارة السويدية ببغداد كان منها بضع شركات من النرويج.
ثمة سؤال يدور في بال الكثير هو حول امكانية اتمام معاملات الجوازات أو تأشيرات السفر وما شابهها في مبنى السفارة الكائن بالمنطقة الخضراء هيلسين تحدثت عن تعذر إتمام تلك المعاملات في بغداد، أذ ليس بامكان السفارة توفير الضمانات الأمنية وقالت ان معالجة مثل هذه المعاملات تجري في سفارتنا بدول الجوار.
مبنى السفارة مكون من ثلاثة طوابق وبمساحة كبيرة جدا، ويضم قاعات تسع لاجتماعات مندوبي السفارات الأخرى حيث تترأس السويد حاليا دورة الاتحاد الأوربي.