رغم غياب الصفة السياسية تماما عن اللجنة الأولمبية الدولية لم تستطع اللجنة الصمود أمام محاولات استغلال الدورات الأولمبية لأغراض سياسية خلال سنوات الحرب الباردة.
وفي 1984 شهد أولمبياد لوس أنجليس مقاطعة من 14 دولة بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق حيث أعلنت هذه الدول مقاطعتها للدورة بدافع المخاوف الأمنية.
ولكن الدافع الحقيقي لدى إدارة الاتحاد السوفيتي في الكرملين ولدى حلفائها كان الثأر والرد على مقاطعة الولايات المتحدة ومعها أكثر من 60 دولة لأولمبياد موسكو 1980 بسبب الغزو السوفيتي لأفغانستان.
وشهد تاريخ الدورات الأولمبية العديد من حالات المقاطعة والاستبعاد ولكن سيجفريد إدستورم رئيس اللجنة الأولمبية الدولية سابقا قال في عام 1952 أن الدورات الأولمبية وصلت إلى بعد جديد "بعدما تسببت مشاركة الاتحاد السوفيتي في تسييس الحركة الأولمبية".
وغابت بعض الدول عن فعاليات أولمبياد 1956 احتجاجا على الإجراءات الصارمة التي اتخذها الاتحاد السوفيتي لقمع الثورة المجرية.
ولكن أبرز حالات المقاطعة التي تفرض نفسها دائما على تاريخ الدورات الأولمبية كانت المقاطعة في كل من أولمبيادي 1980 و1984 .
وبعد فترة قصيرة من بدء الغزو السوفيتي لأفغانستان في 27 كانون أول/ديسمبر 1979 حاول الرئيس الأمريكي جيمي كارتر عبثا دفع اللجنة الأولمبية الدولية إلى نقل أولمبياد 1980 من موسكو علما بأنها كانت أول دورة أولمبية تقام في دولة شيوعية.
ولكن مع فشل مساعيه ، أصبحت المقاطعة هي الخيار الثاني لدى إدارة كارتر التي دعت حلفاءها إلى مساندة قرار المقاطعة والغياب عن المشاركة في الدورة.
وقررت اللجنة الأولمبية الأمريكية عدم إرسال لاعبي الولايات المتحدة إلى موسكو وانضمت للمقاطعة 64 حكومة.
ورغم ذلك تركت العديد من الدول ومنها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا القرار النهائي في أيدي اللاعبين الذين شاركوا بالفعل في الأولمبياد الذي يمثل أكبر الأحداث الرياضية في العالم.
وكان رد الفعل أمرا متوقعا بعدها بأربع سنوات خلال أولمبياد لوس أنجليس. ولكن في هذه المرة ، لم يتضامن مع الاتحاد السوفيتي جميع حلفائه حيث أرسلت رومانيا بعثتها إلى لوس أنجليس.
كما شهد هذا الأولمبياد مشاركة يوغوسلافيا بالإضافة للمشاركة الأولى للصين في الدورات الأولمبية.
وشهد أولمبياد سول 1988 مشاركة جميع الدول ولكن التحفظات على المشاركة في الدورات الأولمبية عادت مع بدء العد التنازلي لأولمبياد بكين 2008 بسبب قضية إقليم التبت والمخاوف الأخرى بشأن حقوق الإنسان في الصين.
وقال داريل سيبيل المتحدث عن اللجنة الأولمبية الأمريكية في 2008 " مع وضع تصنيف لأسوأ الأفكار التي يمكن تخيلها ستكون المقاطعة الأولمبية على رأس القائمة.. وبخلاف العقاب غير الضروري وغير العادل للاعبين ، لا تؤدي المقاطعات الأولمبية لأي شيء".