بيروت - عبر مساعد بطريرك الكلدان عمانوئيل دلي الثالث وراعي كنيسة مريم العذراء المطران شليمون وردوني، في موضوع التهجير المسيحي من العراق، عن حيرته المتواصلة حيال هجرة المسيحيين العراقيين.وأوضح في حديث الى صحيفة "النهار اللبنانية " انه "لست انا فقط حائراً، لكن كثيرين مثلي حائرون، لأننا أمام حدث او صعوبة لا نستطيع حلها كما نريد وكما نرغب ان يرضى الله عنا، فان الصعوبات متراكمة الواحدة تلو الاخرى. وحيرتنا ليست مقتصرة على المسيحيين، لكنها لكل العراقيين لاننا لا نعلم ما هو ذنبهم حتى يعيشوا سنوات طويلة من عدم الراحة والاستقرار. فهل هناك شخص في العالم - عدا الذين فقدوا العقل السليم والرؤية الصحيحة في الحياة - لا يرغب في العيش بسلام في هذه الحياة؟ فحالتنا محيرة من هذه الناحية، كل سنة نأمل في ان تكون السنة او الشهر و الاسبوع المقبل افضل، لكننا نرى العكس".وأوضح ان "الأصعب في امر الحيرة، هو ان الكنيسة ورؤساء الدين لا يفضلون الهجرة، فنحن ابناء هذا البلد القدامى وترك البلد ليس امراً سهلاً، ومن ناحية نقول لهم لا تهجروا البلد ومن ناحية اخرى لا حول لنا ولا قوة عندما يقولون لنا اتضمن لي الحياة؟ اتضمن لي العمل لابنائي وتضمن لي مستقبلهم؟ ماذا يمكنني ان اجيب؟ لا نستطيع ان ندرس، ولا نستطيع ان نصلي او نعمل، فكيف يستطيع اي كان العيش في محيط كهذا". لكنه اضاف انه غير متشائم "فلا يجدر بنا ان نكون متشائمين لأننا ابناء الرجاء، لكنني ارفع اسئلتي هذه الى قوات التحالف وحكومتنا ونفى المطران وجود احصاءات دقيقة عن اعداد الضحايا والمهاجرين منذ 2003 حتى الآن "لا احصائية لدينا لأن الأمر صعب جداً، لكن الضحايا في ازدياد يومياً والمهاجرون في ازدياد".عن اداء الحكومة من حيث توفير الحماية للاقليات الدينية في العراق أوضح "انهم يعدون بذلك لفترة قصيرة، ولكن متى هدأت الامور وانتهى الحدث يبدأ اهتمام الحكومة بالتراجع".ونظراً الى الفظائع التي تعرض لها مسيحيو العراق في مختلف مدنه وفي الموصل خصوصاً، دعت قيادات دينية وسياسية مسيحية الى التفكير في المطالبة باقامة منطقة عازلة او اقليم خاص بالمسيحيين في سهل نينوى. إلا أن المطران وردوني مع بقاء العراق موحدا، لكنه من حيث المبدأ يؤيد الفكرة اذ أدت الى حماية الوجود المسيحي في العراق، مع انه لا يريد ان يعيش المسيحيون في "قفص". واوضح أنه "اذا كان الحكم الذاتي من اجل الدفاع والحصول على حقوقنا فهذا ما نريده، اذ اننا ندافع بكل قوة من اجل ان يحصل المسيحيون على حقوقهم كاملة، وان يحكموا او تكون الادارة في ايدي ابنائهم، وبعلاقة مباشرة مع الحكومة المركزية، لكننا لا نريد ان نكون في قفص"وعن الخطوات التي تمت في هذا المجال حتى الآن لفت الى ان هذا أمر سياسي وهو "ليس من شأننا وحين نسأل نعطي رأينا، وندعو الزعماء المسيحيين الا يفضلوا خيرهم وخير حزبهم الشخصي على خير ابناء جلدتهم".